بسم الله الرحمن الرحيم
العربي بن مهيدي
شاب في مقتبل العمر, تتبين في
كلامه روح الرجل المسالم, وتلمح على وجهة ملامح الشرف والوداعة, انه يختار كلماته
اختيارا دقيقا, فتأتي جملة رزينة هادئة في صوت خافت حنون .
لكن وداعته تلك تخفي وراءها
أعصابا من فولاذ, وعاطفة من نار, وعزيمة من حديد, وهو إلى ذلك رجل حليم واسع
الصدر, لا يعرف الغضب إلى نفسه سبيلا, ذلك هو محمد العربي بن مهيدي-رحمه الله-.
شارك ابن مهيدي في جبهة
التحرير الجزائرية إلى أن اطلع البوليس الفرنسي على نشاطه, فلجأ إلى الاختفاء,
وراح يعمل سرا على تهيئة الجو للاندلاع الثوري في ولاية وهران.
وفي أثناء المؤتمر التاريخي
الذي انعقد في وادي الصومام في 20 أوت 1956 عين عضوا في لجنة التنسيق والتنفيذ لجبهة
التحرير الوطني الجزائرية, فكان يقوم بعمله الجبار في قلب العاصمة, يواجه الخطر في
كل ساعة تمر, ويحاذي الموت عند منعرج كل طريق, وفي 27 فيفري 1956 ألقى البوليس
الفرنسي القبض عليه, ثم سلط عليه أشد أنواع العذاب.
فلقد اقتلعوا جلدة رأسه كلها,
ثم أخذوا سفودا بعد أن أصلوه نارا حتى ابيض, وأدخلوه في فمه وحلقه, إلى أن فاضت روحه إلى بارئها.
صبر شهيدنا على العذاب, لا
لأنه شجاع فقط, ولا لان أعصابه من حديد فحسب, بل لأنه كان قبل كل شيء (محمد العربي
بن مهيدي) الذي قال عنه (الكولونيل الفرنسي بيجار): *لو أن لي ثلة من أمثال العربي
بن مهيدي لغزوت العالم!!*
إن شاء الله يعجبكم الموضوع
أختكم في الله نبراس الهدى